شكت العديد من الأمهات في الأردن من ظاهرة قد تبدو غريبة جداً للبعض، إلا أنها تبدو واقعاً مؤلماً لدى الآخرين، حيث أصبحت الأم عرضة لضرب الأبناء، في حالة من أسوأ حالات العنف الأسري الذي تتعرض له المرأة بشكل عام.
وقالت إدارة حماية الأسرة في الأردن: "إن تعرّض الأم للضرب من قبل أبناءها يشكّل 5% من نسبة حالات العنف الأسري في المجتمع"، مشيرة إلى أنه يشكل صورة غير مقبولة للعنف بحق الأم.
وقالت صحيفة (الرأي) الأدرنية في عددها الصادر اليوم الأربعاء: "إنه ومع ظهور مثل هذا العنف تجاه الأم في الأسرة، فان العنف بشكل عام ضد المرأة بالأسرة يزداد يوما بعد يوم، خاصة وأن مكتب الخدمة الاجتماعية في إدارة حماية الأسرة يتعامل يوميا مع ما يقارب العشر حالات لنساء تعرضن للعنف".
ونقلت الصحيفة عن مديرة الخدمة الاجتماعية في إدارة حماية الأسرة رماح المعايطة قولها: "إن هناك حالات عديدة تراجع الإدارة تكون قد تعرضت للعنف الجسدي من قبل الزوج أو احد أفراد الأسرة".
وبينت المعايطة أن هناك إجراءات عديدة تتبعها الإدارة في التعامل مع النساء المعنفات تصب جميعها في التركيز على وقف العنف وإعادة الإصلاح بين المرأة المعنفة ومن قام بفعل العنف.
وتؤكد مصادر مختصة في الرعاية الاجتماعية أن صور العنف قد تغيرت والأفراد الذين يتسببون بالعنف قد تغيروا ،الزوج لم يعد هو الشخص الأساسي الذي يقوم بفعل العنف إنما أصبح الأب والعم والأخ يتصدرون قائمة الأشخاص الذين يلحقون العنف بالمرأة، إضافة إلى قيام الابن بضرب والدته وإلحاق العنف النفسي والجسدي بها .
وفي هذا الإطار تؤكد المعايطة انه مع قلة هذه الحالات إلا أن الواقع يدل على وجودها فهناك أمهات وآباء يتعرضون للضرب من قبل أبنائهم.
وأكدت الصحيفة أن حالات العنف التي تتعامل معها الجهات المعنية سواء كانت لنساء تعرضن للإيذاء من قبل الزوج أو الأخ أو احد أفراد الأسرة تبقى بالرغم من حجم الألم الذي تحمله وينعكس على الأطفال وعلى الكيان الأسري ، تبقى اخف وطأة على النفس من أن تتعرض آم للضرب من قبل أبنائها أو أن يتعرض أب للإيذاء الجسدي والنفسي من قبل أبنائه.
فاليد التي حملت وربت وأفنت عمرها لتنشئة أطفالها هل تستحق أن تقابل بالضرب والإهانة.
فهذا النوع من العنف يبقى من أبشع أنواع العنف على النفس ولا يمكن إصلاح ما يتركه من آثار في نفوس الأمهات اللواتي يعتبرن أن الموت أسهل عليهن من أن يتعرضن للضرب من قبل أبنائهن ؟؟